احبك حب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احبك حب العالم

احبك حب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احبك حب العالم

احبك حب العالم عالم من الرومانسيه


    النصيحه (روعه اتمنا النفع بها )

    احبك حب العالم (الزعيم)
    احبك حب العالم (الزعيم)
    المدير


    ذكر
    عدد الرسائل : 957
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008

    النصيحه (روعه اتمنا النفع بها ) Empty النصيحه (روعه اتمنا النفع بها )

    مُساهمة من طرف احبك حب العالم (الزعيم) الخميس 16 سبتمبر - 23:11:08

    إن عرض هذا الموضوع في هذه الأوقات من الأهمية بمكان ، وذلك لعدةِ أسبابٍ ، منها :

    1- حالُ الأمةِ اليومَ - إلا من رحم الله – هو القعودُ عنِ النَّصِيْحَةِ .

    مع أنَّ الأصل في الأمة الإسلامية النصح والتناصح ، لقوله تعالي ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ... )(آل عمران: من الآية110) ، فإن ذلك يكاد يكون اليوم مفقوداً بيننا ، وبخاصة في ضرورات حياتنا ، من حفظ الدين والنسل والنفس والعقل والمال ، حيث يقعُ الإهدار والاعتداء علي هذه الضرورات من المسلمين أنفسهم ، بعضهم علي بعض ، بوسائل متعددة ، دون أن يوجد الناصحون الذين يكفون لحماية الحق وأهله ، بردع المعتدي وعدوانه ، وبذلك فقد المسلمون – أفرادا وشعوبا ودولا – العزة بفقد أهم مقوماتها وتسلط عليهم أعداؤهم بالاعتداء علي تلك الضرورات فأذلوهم جميعا جزاء وفاقا .

    فجاءت هذه الرسالة تبين حكم النصيحة ، وعقوبة التخلف عن أداء هذا الواجب ، وتبين أن النصيحة هي الدين .



    2- رفض النصح أصبح علي كل المستويات .

    إن عدم قبول النصيحة ليس محصورا في طبقة معينة ، فلا نخدع أنفسنا ! لنقول إنَّ هذا العيب اليوم في الحاكم ، أو في العالم ، أو في الداعية ، ولكن هذا العيب موجود في الجميع ، بدون استثناء من القمة إلي القاعدة .

    موجود عند بعض العلماء والدعاة والمجتهدين ، من حيث يشعرون أو لا يشعرون .

    فنجد أن المعلم مثلا يستثقل أن يصحح الطالب له خطأ ، وتجد الداعية يستغرب أن يصحح أحد الاتباع عليه شيئا وقع فيه ولا يعطيه من الحرية إلا هامشا صغيرا جدا .

    ولذلك نقول : إن الأمة اليوم لا زالت تعد النصح نوعا من الاستفزاز أو حطا للمكانة ، فلم يتعود الناس علي هذا ولم تتعود آذانهم عليه ! ولهذا صاروا يشمئزون منه ويستغربونه ويرونه شيئا عظيما !

    فجاءت هذه الرسالة تبين : أن النصيحة لا تعني انتقاص شأن المنصوح ، أو تكبر وترفع الناصح ، بل النصيحة تعني : الصدق ، والإخلاص ، وقبول الحق من أيِّ شخص كان ، وتبين أن الرجوع عن الخطأ هو الكمال المطلق .



    3- خلطُ كثيرٍ من الناسِ بين النصيحة ، والفضيحة ( التعيير ، أو التثريب) أو بين النصيحة والغيبة .

    ( فإنهما يشتركان في أن كلا منهما : ذكر الإنسان بما يكره ذكره .

    فذكر الإنسان بما يكره إذا كان المقصود منه الذم والعيب والنقص ، فهو حرام لأنه نوع من الغيبة المحرمة ومع ذلك فقد استثني العلماء بعض الحالات التي يجوز فيها أن ينال من الشخص بعينه وبذاته .

    وكذلك فقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم ، وذكروا الفرق بين جروح الرواة ، وبين الغيبة وردوا علي من ساوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه )[3]

    فجاءت هذه الرسالة تبين متي يجهر بالنصيحة ومتي يسرها ، ومع الجهر لا تكن تعييرا ولا تكن غيبة أو مع الإسرار لا تكن سكوتا عن الحق .



    4



    - اتهام المنصوح للناصح .

    إنك تجد المسلمين اليوم – إلا من رحم – ومع الأسف نجد أن كثيرا من الجماعات الإسلامية قد تعد من ينصحونها أعداء لها ، بل ربما تعدهم أحياناً أعداء للإسلام ذاته ، أما الأفراد فغالبنا يري من ينصحه ، أو يستدرك عليه ، أو يصحح خطأ وقع فيه ، حاسداً له ، أو حاقداً عليه .

    فجاءت هذه الرسالة تبين أن الأصل في الناصح الأمانة ولا يجوز اتهامه في نيته ، بل يجب إكرامه ؛ ليعين المنصوح علي الحق ، إلا إذا جاءت القرائن الواضحة ، التي تدل علي فساد نيته ، وقصده ، فينتبه المنصوح لقصده ويتعامل معه ، مع عدم الإغفال عن الخطأ الذي نبهه عليه .



    5- الاعتراف بالأخطاء إجمالاً مع عدم الاعتراف بآحادها ، وعدم تقبل مناقشاتها والدفاع عنها بصورة أو بأخرى .

    نجد كثيرا من الناس يقول : نحن لسنا بمعصومين ، ونحن جميعا عرضة للخطأ ، لكنه يقف عند هذا الاعتراف المجمل المبهم ، فلا ينتقل من هذا الكلام العام إلي تشخيص الأخطاء ، والاعتراف الجاد بآحاد هذه الأخطاء ، ومن ثم السعي إلي التصحيح .

    نعم نحن نقول : لم يَدَّع أحدٌ أنك مَلَك حتى تقول : أنا بشر ، ولم يدع أحد انك نبي أو رسول حتى تقول : أنا لست بمعصوم . كل الناس يعرفون أنك بشر ، وأنك عرضة للخطأ ، وكل إنسان يعترف بهذا ، بل قال كثير من الناس هذا الكلام وفي محاولة لتجاهل الأخطاء ، والدفاع عنها ، وإلباسها ثوب الصواب .

    وبناء عليه نقول : هذا الاعتراف المبهم بأنك بشر ، أو أنك لست بمعصوم ، أو عرضة للخطأ ، لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولا ينفعنا في قليل ولا كثير ، ما لم يتبعه شجاعة علي تقبل مناقشة هذه الأخطاء .

    فجاءت هذه الرسالة تبين ما يجب علي المنصوح قبل النصيحة وأثناءها وبعدها .



    6



    - سلوك كثير من المنتصحين أو الناصحين للمنهج الفرعوني .

    إن كثيرا من المنتسببين إلي الإسلام أقرب ما يكونون إلي سلوك المنهج الفرعوني الذي يقول ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر: من الآية29) .

    ومن الصعب جدا علي كثير من الناس اليوم ، ممن ينتسبون إلي هذا الدين أيا كانوا سواء أكانوا من أصحاب النفوذ والسلطان أو العلماء أو الدعاة أو عامة من الناس ، من أصعب الأمور علي أحدهم أن يصغي أذنيه لتقبل النصيحة أو ملاحظة ، فضلا أن يوافق علي ذلك أو يسعى إلي تصحيح أخطاءه ، وكذلك من الصعب أن يقتنع الناصح بأي أعذار يتقدم بها المنصوح ، حتى إذا تحدثا أصبح حديثهم يشبه "حديث الطرشان" الذي لا يسمع أحدهما للآخر .

    فجاءت هذه الرسالة تبين ما ينبغي علي الناصح والمنتصح من شروط علمية وأخلاقية ، وآداب نبوية ، أسأل الله سبحانه وتعالي أن ينفع بها .



    7- تفشي ظاهرة زلات العلماء .[4]
    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : [ ثلاث يهدمن الدين : زلة العالم ، و جدال المنافق بالقرآن ، و أئمة مضلون ][5]

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( ويل للأتباع من عثرات العــالم ) . قيل : و كيف ذاك ؟ قال : [يقول العالم شيئاً برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله e فيترك قوله ذلك ، ثم يمضي الاتباع ][6]

    فإن ( العالِم يزِلُّ و لا بُدَّ ، إذ لَيسَ بمعصومٍ ، فلا يجوز قبول كلِّ ما يقوله ، و يُنزَّل قوله منزلة قول المعصوم ، فهذا الذي ذمَّه كلّ عالِم على وجه الأرض ، و حرَّموه ، و ذمُّوا أهلَه )[7].

    وعلاقة زلة العالم بالنصيحة : أن كثيراً ما يُقال : ما بالكم تحذّرون من زلّة العالم مع كونه لا يخطئ إلا عن اجتهاد ، يستحق عليه الأجر ، و هو في جميع أحواله بين الأجر و الأجرين .

    و ردّاً على هذه الشبهة نقول : إنّ مكمن الخطورة في زلّة العالم ، ليس في كونها خطأ من مجتهد ، و لكن فيما يترتب عليها من عمل الأتباع و المقلدين من بعده ، و ممّا يستفاد من قول ابن عبّاس المتقدّم في التحذير من زلّة العالِم : ( فيترك قوله ذلك ، ثم يمضي الأتباع ) ، بيان أنّ خطر الزلّة في كون شرّها متعدياً إلى من قلّد صاحبها فيها ، و كفى بهذا محرّضاً على النكير على من صار إليها ، أو تترّس بها في تحليل ما حرّم الله ، و قد يلحق صاحبها إثم من استنّ به فيها ، شأنه في ذلك شأن من سنّ سنّةً سيّئة .

    قال الشاطبي بعد أن سرد جملة من الآثار في التحذير من زلة العالم : ( و هذا كله ، و ما أشبهه ، دليل على طلب الحذر من زلة العالم ....)[8]. من أجل ذلك كان واجبا على الأتباع تجاه زلة العالم التحذير منها والإنكار على من أصرَّ عليها أو تابَعَه فيها ، منطلقين في ذلك من هدي النبي e في النصيحة وآدابها.

    و من النصيحة للعلماء الواجبة لهم ما ذهب إليه ابن رجب الحنبلي رحمه الله في قوله : ( و مِمَّا يختص به العلماء ردّ الأهواء المضلة بالكتاب و السنة على مُورِدِها ، و بيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها ، و كذلك رد الأقوال الضعيفة من زلاّت العلماء ، و بيان دلالة الكتاب و السنة على ردّها )[9].

    فإذا أردنا خيراً بعلمائنا ، وورثة النبوّة في أمّتنا ، كان لِزاماً علينا أن نلتزم تجاههم بأدبَين جليلين :

    الأوّل : توقيرهم و معرفة قَدرهم ، و عدَم الحط من مكانتهم ، أو الطعن في علمهم و أمانتهم بسبب ما قد يقعون فيه من زلاّت ، أو يخطئون فيه من الفتاوى و السؤالات .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين اضطره المقام إلى الخوض في مسألة زلات العلماء : ( نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة ، أو انتقاص أحد منهم ، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم ، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ، و نرجو من الله سبحانه أن نكون ممن يحبهم و يواليهم و يعرف من حقوقهم و فضلهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع ، و أن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب و أعظم حظ ، و لا حول و لا قوة إلا بالله )[10]

    و قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي : ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه ، لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما ، و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة )[11] .

    الثاني : نصيحة الناس من الوقوع فيها ، سواء كانوا من أئمة المسلمين أو عوامهم.

    قال رجل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إن ابن المبارك قال :كذا . فقال : إن ابن المبارك لم ينزل من السماء .[12]

    و قال الإمام القرطبي في تفسيره : و قد ذَكَرَ الخلاف في حكم شرب النبيذ : ( فإن قيل : فقد أحل شربه إبراهيم النخعي ، و أبو جعفر الطحاوي ، و كان إمام أهل زمانه ، و كان سفيان الثوري يشربه ، قلنا : ذكر النسائي في كتابه أن أول من أحل المسكر من الأنبذة إبراهيم النخعي ، و هذه زلة من عالم ، و قد حُذِّرْنا من زلة العالم ، و لا حجة في قول أحد مع السنة ) .



    8- تفشي ظاهرة التطاول علي العلماء ، أو التعصب لهم .[13]

    إن الناس في هذا الزمان قد اختلفت مواقفهم مع العلماء إلي ثلاثة أصناف .

    الصنف الأول :

    محب لهم مشفق عليهم ، منتبه لزللهم يدعو لهم ، يتحاشى الوقوع في أعراضهم ، يحاول جاهدا ، عدم المساس بهم ، لا كرامة لهم فقط ، وإنما كرامةً لمكانتهم التي في قلوب الناس جميعا ، مطيعهم وعاصيهم ، ويبذل النصيحة الواجبة لهم ، بأدب يليق بمكانتهم ، سالكا طرائقه الشرعية .

    ولا شك أن هذا المسلك صواب لا غبار عليه ، وهو بعض ما نريد أنَّ نذهب إليه من خلال هذه الرسالة .

    الصنف الثاني :

    مبالغ في حبهم ، لا يري خطأ عليهم ، أو تقصيراً في جانبهم ، لذا لا يري نصحهم أو بمعني أخر ، تبيين الأمر وتجليته لهم ، وفي المقابل يشنع علي من بذل النصيحة لهم ، ويري الصواب دائماً في كل ما يقولون أو يسكتون عليه ، وكأنهم معصومين من الزلل والخطأ ، ولا شك أن هذا مسلك خطأ كثير فساده .[14]

    الصنف الثالث :

    صنف تحامل علي العلماء ، لشدة ما يري أنهم قصروا عن أداء ما كلفهم الله عن بذل الوسع في الصدع بالحق ، وعدم الخوف والملامة إلا من الله .

    فهؤلاء أرخوا العنان لأقلامهم ، ووسعوا دائرة سبهم ، وتناولوا أعراضهم في كل شاردة وواردة ، وفي كل صغيرة وكبيرة ، وحملوهم وزر الأمة والوقوع في الغمة !!

    وأخذ – هؤلاء – على متابعتهم وتتبعهم ، ومناقشة طرحهم ، ورد كلامهم وتسفيه عقولهم ، بل لا أبالغ إذا وصل الأمر إلى تكذيبهم .

    وهذا الصنف الأخير محق في غضبه ، وزيادة ألمه ، ولكنه ، غير محق في إسقاط مكانتهم - شعروا بذلك أو لم يشعروا - بسبب موقف أو اثنين أو عشرة ؛ وذلك لأن الدين نصيحة وهذه النصيحة لها هدي يجب أن نتبعه كأي عبادة من العبادات لابد فيها الإخلاص مع متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، و [ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ][15] .



    9- عدم الالتزام بآداب النصيحة
    وهذا السبب يعتبر جامع لكل الأسباب المتقدمة وغيرها ، فإن كثيرا من الناصحين ، وكذلك المنتصحين لا يلتزمون بآداب النصيحة ، وذلك إما لجهلهم بها وهم كثر ، وإما لغفلتهم عنها .

    فينتج عن ذلك الخلاف ، والشقاق ، واتهام كل طرف للآخر .

    فإن كثيرا من المخلصين لا يتبع هدي النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في النصيحة ، مكتفيا بإخلاصه ، والعمل لا يكن مقبولا إلا إذا كان خالصا ، وصوابا .

    فجاءت هذه الرسالة تبين هذه الآداب ، وأنها تتعلق بالناصح والمنصوح ، قبل النصيحة ، وأثناءها ، وبعدها .



    من أجل ذلك كله ، جاءت هذه الرسالة ، راجيا من الله – سبحانه وتعالى أن ينفع بها

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 23 سبتمبر - 12:11:05