الرئيسية
من طرف احبك حب العالم (الزعيم) السبت 7 فبراير - 22:04:34 روح الفانلة الحمراء لا مثيل لها " ... ظلت هذه الجملة تدوى كثيرا فى أذنى سواء أثناء متابعة اللقاء أو حتى أثناء جمع البيانات وخضوعها للتحليل ، وسألت نفسى كثيرا .. هل يمكن أن تتحول الأرقام والاحصائيات من نقيض الى نقيض فى أيام قليلة معدودة !! وهل يمكن ان يتحول فريق فنيا من أداء أقل من المتوسط فى مباراة ويتألق بعدها الى درجة جيد جدا فى مباراة تليها بعدة أيام !! ... ولم اجد سوى اجابة واحدة ( روح الفانلة الحمراء ) .
واحقاقا للحق ، لا يمكن ان نلخص الاداء والفوز فى روح الفانلة فقط ، لأن شخصين واضحين هما وراء هذا الأداء المميز فى كثير من اوقات اللقاء .. اولهما ( مانويل جوزيه ) والذى أدار اللقاء بحنكة المواجهات الكبرى التى يجيد فيها أكثر من أى شخص آخر وسنتحدث تفصيليا عنه ، والشخص الآخر هو ( حسام عاشور ) والذى منح خط وسط الاهلى أخيرا القوة التى افتقدها طوال معظم اللقاءات السابقة .. وأثبت بالدليل القاطع – وطالما أشرنا الى ذلك طوال أرقام واحصائيات الاهلى خلال العام الماضى – أنه لا غنى عنه فى وسط ملعب الاهلى ، واذا تمكن من تطوير الشق الهجومى والتسديد فسيكون لاعب وسط مدافع عالمى بالفعل .. وكل هذا وهو عائد لتوه من الاصابة ، فوجبت التحية ومنحه حق يستحقه .
بدأ "جوزيه" بتشكيل قريب جدا لما توقعنها فى أهلى نيوز قبل اللقاء ( 3-4-2-1 ) وكثيرا ما كان ( 3-5-1-1) عندما كان يساند "حسن" خط الوسط ، باستثناء مغامرة محسوبة تماما منه بالدفع بلاعبه المفضل "عاشور" العائد بعد غياب طويل فى التشكيلة الأساسية .. وكان له ما أراد تماما ، فسيطر بصورة شبه كاملة طوال الشوط الاول وربما أغلب فترات الشوط الثانى .. وحتى بعد الهدف المعاكس من خطأ متكرر من الدفاع – وهو الخط الذى يحتاج وقفه بالفعل - ، تمكن الاهلى بفضل مجهود الثلاثى فى الوسط من بسط السيطرة سريعا وتألق "عاشور" تحديدا فى الكثير من اوقات المباراة .. وهو ما أعطى الفرصة لكل من "اينو" و "حسن" الى دعم الجبهتين اليمنى واليسرى مع تحركات متنوعة من الساحر "بركات" ، وكل هذا منح الاهلى الأفضلية التى طلبناها هنا فى تحليل ما قبل اللقاء مؤكدين على أهمية دعم الجبهة اليسرى تحديدا والتى كان يلعب فيها وحيدا "جيلبيرتو أو معوض" أغلب الأحيان .. وسبجان مغير الاحوال ، فقد كانت الجبهة اليسرى هى مفتاح النصر ..
طوال الربع ساعة الاولى ، ظلت الكرة حائرة وكل فريق يلعب بهدوء لأن هذه هى سمة لقاءات الكأس والبطولة .. ولكن بدا أن معركة الوسط مالت لصالح الاهلى لوجود ثلاثى قوى جدا ، ولم تظهر بوادر هجومية حقيقية الا فى الدقيقة 18 عندما أرسل "جلبيرتو" الكرة جيدة جدا من ركلة حرة الى رأس "أحمد حسن" وسسدها جميلة جدا تحولت الى ركنية .. وظل الاهلى طوال معظم هذا الشوط مسيطرا ولكن لم يحاول المخاطرة بهجوم أغزر قليلا ، واكتفى فقط بالتحكم الكبير فى وسط الملعب ، فى حين بالغ لاعبو "الصفاقسى" فى الخشونة الا ان الحكم المتميز جدا سيطر على كل هذا مبكرا بانذارين متتتاليين لتعود المباراة الى شكل كرة القدم التى نعرفها ..
بأخطاء متكررة من لاعب الدفاع الاهلاوى ( احمد السيد ) ، تمر الكرة من الجانب الأيسر بمنتهى السهولة لتشكل أخطر فرص اللقاء للجانب التونسى ولكن ( أحمد فتحى ) يخرجها بمعجزه ! وأعتقد أن تكرار مثل هذه الاخطاء من لاعبى الدفاع يكلف الاهلى كثيرا فى المواعيد الكبرى ... وسيطر "الصفاقسى" الى حد ما على آخر 10 دقائق من هذا الشوط الا ان تحركات "بركات" شكلت ضغطا مستمرا على لاعبى دفاع الصفاقسى ( أضعف خطوطه )..
لم يتمكن أى شخص من التفكير فى تبديلات أو تغييرات فى التكتيك لأن فلافيو لم يمهل أى شخص الفرصة لذلك ووضع الهدف الاول فى أول دقيقة من الشوط الثانى ( من كرة تكررت كثيرا جدا جدا طوال الموسم الماضى ومنحت الاهلى بطولة افريقيا – وهو أمر رائع أن تتقن لعب كرة بتكتيك معين تحرز منها - ) .. وتحكم الاهلى تماما فى اللقاء ، وسيطر خط الوسط تماما على مجريات الامور ولجأ بالطبع لاعبو الأهلى الى التراجع قليلا لسحب الصفاقسى الى مناطقهم وتهيأت الفرصة أكثر من مرة لشن هجوم مرتد عكسى ، الا أن الكرات لم تنتهى النهاية السليمة .. وكاد الصفاقسى أن يحرز التعادل من خطأ – مللنا أن نقول مكرر – من اللاعب (أحمد السيد) فى التغطية هذه المرة ليترك مهاجم الصفاقسى يقفز وحيدا ويتسلم الكرة الا أن "أمير" أنقذها بصعوبة !!!
فى الوقت الذى كان يجب أن يفكر فيه "جوزيه" فى تبديل باخراج لاعب وسط ونزول مهاجم للضغط على دفاع الصفاقسى الهش واستغلال المساحات الشاسعة جراء الاندفاع الهجومى ، فوجئ بخطأ دفاعى جديد من كل لاعبى الدفاع هذه المرة ، فاصطدمت العرضية بقدم "السيد" ولم يلحق بها "جمعة" ولا "فتحى" ليتعادل الصفاقسى ... ولكن سرعان ما استعاد الاهلى السيطرة – لأنى أعتبر أن الهدف جاء عكس سير اللقاء بالفعل ومن خطأ ساذج مكرر – ليضيع هدف مؤكد من نفس الكرة – ولكن من اليمين هذه المرة – يضعها "فلافيو" رأسية بالتخصص تحتك بالقائم للخارج ، وكانت قبل دقيقة واحدة من هدف كربونى مميز ماركة أنجولية خالصة .. ليتقدم الاهلى نحو التتويج ..
وابتداءا من الدقيقة 70 – بعد الهدف – انفتح الملعب تماما ، وبدأت الهجمات هنا وهناك ولكن بلا خطورة .. لجأ (جوزيه ) بعدها الى التغيير المتوقع والجيد جدا ، وان كنت أعتقد ان أداء ( أحمد حسن ) كان يؤهله الى اكمال اللقاء وكان عليه التفكير فى لاعب آخر ، الا أن الاهلى تحول بعدها الى ( 3-4-1-2 ) أو ( 3-5-2 ) عند نزول "بركات" الى الخلف .. وبدأت محاولات مندفعة جدا من الصفاقسى لادراك التعادل الا ان خط وسط الاهلى أفقدها الخطورة كثيرا قبل الوصول الى مناطق الاهلى الخلفية .. وكاد "فلافيو" أن يحرز الثالث من خطأ دفاعى تونسى الا ان الحارس أنقذها بصعوبة ... ولجأ بعدها ( جوزيه ) الى التأمين الدفاعى تماما بعد أن أخرج ( جيلبرتو ) ودخل ( معوض ) .. وبعد قليل ( محمد سمير ) بدلا من ( فلافيو ) – الا انى كنت متخوفا ، وظننت أنه كان يجب أن يكون متأخرا عن ذلك خشية هدف مفاجئ يفسد الأمر تماما – ، وكاد "شادى محمد" فى خطأ جديد أن يكلف الاهلى هدفا بسبب التباطؤ فى الدقيقة 90 ... ولكن كل الأمور سارت كما خطط لها البرتغالى الداهية .. وفاز الاهلى عن جدارة واستحقاق ، سنتأكد منها رقميا باحصائيات مميزة جدا للاهلى هذه المرة تثلج الصدر ، وان كنا نتمنى الأفضل باذن الله ..
** على الرغم من كثرة الاخطاء فى الشوط الاول من الجانبين ( 21 ) ، الا ان الشوط الثانى شهد ( 11 ) خطأ فقط من الجانبين لأنهما تفرغا بالفعل الى اللعب مع تحكم كبير من الحكم فى اللقاء .. واقتربت الكفتان كثيرا بــ ( 17 ) خطأ على لاعبى الصفاقسى مقابل ( 15 ) على لاعبى الاهلى ..
** سدد الاهلى – طوال اللقاء – 13 مرة ، وهو رقم لم نره منذ مدة طويلة جدا ، بينها 6 بين القائمين والعارضة و 7 للخارج ( منها كرة فلافية الرائعة قــ 69 قبل الهدف الثانى مباشرة ) .. وبلغت نسبة الدقة فى التصويب للاهلى 45% وهو جيدا مقارنة باللقاءات السابقة .. فيم سدد الصفاقسى طوال اللقاء 5 مرات بينها 2 خطرتين جدا ..
** نسبة الاستحواذ اقتربت قليلا ولكن فاعلية الاهلى كانت أفضل ، والنسبة كانت تقريبا 53% مقابل 47 % ..
*** مرر لاعبو الاهلى 349 مرة ، الصحيح منها كان 268 بنسبة دقة 76 % تقريبا .. وكانت أفضل فترات تحكم الاهلى فى اللقاء فى الربع ساعة الثانى من الشوط الاول ، والنصف ساعة الاولى من الشوط الثانى – بالرغم من الهدف المفاجئ للصفاقسى - .. بينما مرر لاعبو الصفاقسى 194 تمريرة صحيحة مقابل 58 تمريرة خاطئة – وبالمناسبة فان تمرير الاهلى الخاطئ بلغ 81 تمريرة – وهو رقم كبير هذه المرة ..
*** جاءت التمريرات الصحيحة للامام بنسبة جيدة هذه المرة ، الا ان التمرير العرضى لليمين واليسار كان هو الاكثر دقة ، بينما – فى صورة مكررة – جاءت التمريرات الامامية الخاطئة فى مقدمة التمرير غير السليم للاهلى وبفارق كبير .. نؤكد على ضرورة تجاوز هذا الخطأ فى كل مرة ..
*** عدد الكرات العرضية هذه المرة كان جيدا مقارنة بلقاءات سابقة ، وأرسل لاعبو الاهلى 15 عرضية من اليمين واليسار ، ولكن 4 فقط هى الصحيحة و3 منها كانت لـ"جيلبرتو" من الجبهة اليسرى ... ونوضح ذلك لأن الجبهة اليمنى تحتاج الى التركيز الشديد من أجل ارسال عرضيات صحيحة منها .. وتأكد تماما مرة أخرى أن العرضيات الناجحة دوما واللعب بقوة من الأطراف هو أكبر أسباب الفوز .
*** "حسام عاشور" أحدث الفارق هذه المرة فى الشق الدفاعى للأهلى ، حيث قطع وحده 8 كرات فى وسط الملعب من اجمالى 13 كرة استخلصها وسط الاهلى .
*** فقط 4 كرات ايجابية وفعالة من الاهلى طوال اللقاء ، 3 من "جيلبيرتو" تسببت فى احراز هدفين ، وواحدة من "احمد فتحى" كادت أن تكون هذفا من رأسية "فلافيو" المذكورة عاليا ..
وأثناء استعراض معدل تمريرات اللاعبين واتجاهاتها ، نجد ..
*** "حسام عاشور" أكثر من مرر وبدقة عاليه ... بينما أكثر الكرات الامامية الخاطئة كانت من اللاعب "احمد السيد" للقاء الثانى على التوالى !
*** بالرغم من التمرير للامام كثيرا من قبل رباعى الوسط ( اينو – عاشور – حسن – بركات ) ، الا انها لم تكن ايجابية أو فعالة ، وهو مباراة رائعة للغاية .. وأتمنى أن يستمر هكذا ، فهو لاعب يصتع الفارق عندما يجيد ..
*** تصدى أمير لكرات خطرة جدا فى الدقيقتين 38 و 52 .. وأمسك بآخر كرة كانت تشكل قلقا للجماهير والفريق من آخر ركنية فى الدقيقة 94 ..
*** أخطاء متكررة من لاعبى الدفاع ، وتكرر اسم لاعب معين فيها كثيرا .. فى الدقائق : 38 – 52 – 63 "الهدف" و 90 ...ونحن فقط ننقل الصورة بأمانة !
*** فقط أود ان أقول ، ان من واجبنا أن نوضح الاخطاء من أجل أن نصل الى مستىو أعلى وأفضل ، وان كنا نعطى الفريق حقه هذه المرة لأن الاداء كان أفضل كثيرا جدا من لقاءات سابقة عدة ، واستحق الاهلى الفوز تماما وعن جدارة واستحقاق .. الا أنى اتمنى أن يدرك الجميع أن الفوز يجب أن يجعلنا أكثر حرصا على الفريق بتوضيح أخطاء – مهما كانت بسيطة – من اجل تصويبها .. فالأهلى كبير ، وهذه شيمة الكبار .. السعى دوما نحو الأفضل !
